روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | حول ظاهرة القتل بسبب الخيانة الزوجية!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > حول ظاهرة القتل بسبب الخيانة الزوجية!


  حول ظاهرة القتل بسبب الخيانة الزوجية!
     عدد مرات المشاهدة: 3788        عدد مرات الإرسال: 0

إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة القتل بين الأزواج بسبب الخيانة الزوجية، وللوقوف علي أسباب هذه الظاهرة نتتبع تحليلات علماء النفس والإجتماع وروشتتهم في كيفية الخروج منها أو القضاء عليها فماذا قالوا؟!

الدكتور عبدالناصر عوض أستاذ ورئيس قسم خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، يرى أن الأسرة ينبغي أن تقوم علي أركان بنائية ووظيفية، فمن الناحية البنائية يجب أن تتوافر في الأسرة 3 أركان أساسية هي: الزوج والزوجة والأبناء، فإذا إختل أحد هذه الأركان سواء بالإنحراف أو بالغيرة الشديدة أو بسلوكيات المراهقة المتأخرة، أو نتيجة لغياب الزوج أو الزوجة فترات طويلة عن الأسرة، سواء للعمل بالخارج أو لأي مأمورية أخري، وكان الطرف الثالث ضعيفا من الناحية النفسية أو مهتزا من الناحية الدينية، فإن ذلك ينعكس سلبا علي الأسرة من الناحية الوظيفية.

وأضاف الدكتور عبدالناصر عوض أن وجود فارق عمري كبير بين الزوجين سواء من الناحية العمرية أو الشكلية أو التعليمية أو الخلقية، أو مستوي المعيشة الأسرية يوجد نوعا من عدم الوفاق وعدم التراضي بين الزوجين، فيكون في لحظة ضعف أو في موقف أزمة عاطفية يسهل علي الآخر الدخول إليه في لحظة الضعف هذه والتودد بمظهر الملاك الذي يخاف عليه ويريد أن يحميه فيبدأ الطرف الأضعف في الإنهيار ويقبل ما كان يرفضه من قبل ويزين له الشيطان أن بالعاشق الولهان صفات كثيرة يفتقدها في شريك حياته وربما تسرح به الخيالات ليتذكر بعض القصص والأقاويل أو الأفلام الهابطة التي تظهر العاشقين بمظهر المساكين المغلوب علي أمرهم والحياري الساهرين ليلا بحثا عن الدفء العاطفي، وهكذا تسير الأمور من سييء إلي أسوأ، وبعد أن يقع المحظور مرة أو مرتين أو ثلاث يكون التعود وإستسهال القيام بذلك.

وفي مجتمعنا الحديث نجد أن الشرف إذا كسر يصعب بل يستحيل أن يلتئم وأن يعود كما كان، ولذلك فإن الرجل العربي والشرقي والإسلامي عموماً لا يغفر أبدا لزوجته الخيانة الزوجية، والوسيلة الوحيدة أمامه هي أن يخلص عاره بيديه بأن يقتل الزوجة أو العاشق أو كليهما، وقد يتساءل سائل: لماذا لا نترك للقانون حق القصاص؟ والواقع أن القوانين المصرية بعضها في هذه الجزئية مأخوذ من الثقافة الفرنسية، وبالتالي قد يأتي محام ببعض الأدلة والبراهين التي تشكك القاضي في ثبوت جريمة الزنا فيخرج الخائن والخائنة براءة، ولا يجني الطرف الغافل غير الحسرة والندامة والفضيحة والشعور بالعار، وكذلك قد تقوم الزوجة بتعمد قتل الزوج لتكرار إهانة الزوج لها، وإحتقارها وإذلالها ومعايرتها ببعض الأمور التي تشكل أسرارا بينهما، وقد تقوم الزوجة كذلك بقتل الزوج، لقد وفقت أوضاعها في الحرام مع عاشق ولهان في غيبة الزوج الغفلان الذي يفكر في العودة أو يعود بالفعل إلي الأسرة فجأة بعد غياب طويل فتشعر الزوجة بالصراع النفسي الشديد بأنها قد إعتادت لذة الحرام فتفكر وحدها أو مع عاشقها في التخلص من الزوج وقتله، وعادة ما تتعدد وسائل القتل، فهي بالنسبة للزوجة وحدها تميل إلي القتل البطيء أو الهادي سواء بالسم أو بدس بعض المواد المخدرة له في الطعام أو الشراب، ثم تنقض عليه لتمزقه.

أما بالنسبة للزوج فإنه عادة يستخدم أسلوب القتل العنيف بالبندقية أو بالسكين أو بآلة حادة أو بالخنق أو بالضرب حتي الوفاة، أما إذا كان هناك طرف آخر يشارك في صنع الجريمة سواء كان هذا الآخر هو عاشق الزوجة أو عاشقة الزوج، فإن الوسائل عادة تجمع بين كلا الأسلوبين من القتل، وهكذا نجد أن البعد عن الدين وعدم التمسك بالقيم أو الأخلاقيات وعدم رضاء كل فرد بنصيبه وقسمته يجعله دائما في نوع من الصراع والحيرة والإرتباك يركض هناك وهناك، كما يركض الوحش في البرية، ولكن لن يناله إلا ما قسمه الله له، فعلينا أن نرضي ونقنع بما أعطاه الله لنا ونكون شاكرين لنكون أغني الناس.

الكاتب: منى ثابت.

المصدر: موقع المستشار.